رام الله مكس-Ramallah Mix: تعتزم شركة بريطانية تفعيل “سياسة الدورة الشهرية” تمنح بموجبها النساء إجازة خلال فترة الدورة الشهرية. وتهدف المبادرة الجديدة إلى التعرف على الاحتياجات الطبيعية للمرأة العاملة من أجل خلق مناخ عمل أكثر سعادة وإنتاجية.
وربما تكون Coexist هي الشركة الأولى من نوعها التي تطلق مثل هذه المبادرة، وفق تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، الأربعاء 2 مارس/آذار 2016.
وتريد مديرة الشركة بيكس باكستر، التي يعمل لديها 31 موظفاً – من بينهم 7 من الرجال – ضمن مجموعة (Coexist)، أن تغير من الحساسية التي تحيط بقضايا المرأة الخاصة.
بيكس، البالغة من العمر 40 عاماً قالت إنها عملت على مدار السنين بإدارة العديد من العاملات، ورأت نساءً يعملن رغم تعرضهن لآلام شديدة ناجمة عن الدورة الشهرية. ورغم ذلك، يشعرن بأنهن لا يستطعن العودة إلى المنزل لأنهن لا يعتبرن أنفسهن مريضات.
وتابعت أن “هذا أمر غير مُنصف، ففي مجموعة Coexist نحن متفهمون للغاية. حينما يتعرض شخص ما لآلام – أياً كان نوعها – يتم تشجيعه على العودة إلى المنزل، كنا نحتاج إلى سياسة تسمح للمرأة بالحصول على إجازة خلال الدورة الشهرية دون وضع ذلك الأمر في إطار مرضي”.
العاملون بمجموعة Coexist، الكائن مقرها في بريستول، أغلبهم من النساء، وتريد المجموعة إقرار الآلام الشهرية التي تعاني منها العديد من النساء – وتأمل أن يؤدي ذلك إلى تحقيق زيادة في الإنتاجية.
واستطردت بيكس بقولها: “هناك مفهوم خاطئ يتمثل في أن الحصول على الإجازة يقلل من الإنتاجية، والواقع أن الأمر يتعلق بتحقيق التوافق بين العمل والدورات الطبيعية للجسم البشري”.
من الطبيعي أن تشعر المرأة بالخمول حين تكون في الدورة الشهرية؛ ولذا فهي تحتاج إلى الدفء والتغذية، وفقاً لبيكس. ويأتي ربيع الدورة عقب انتهائها حينما تصل إنتاجية المرأة إلى 3 أضعاف المعتاد.
ترى لبيكس أن الأمر يرتبط بقلبها، حيث تعاني أيضاً من تقلصات شهرية مؤلمة. وأضافت أن فريقها دائم السخاء، “وأستطيع الحصول على إجازة حينما أحتاج إليها، لكني أستطيع تعويضها مرة أخرى. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن أي خطوط استرشادية رسمية”. من جانبهم، رحّب العاملون من كلا الجنسين بالفكرة وتحمسوا لها.
وأضافت أن هناك حظراً منذ عهد طويل يحيط بالدورة الشهرية، “ولديّ نساء من بين العاملين يخبرنني بأنهن يشعرن بالخجل من الاعتراف بآلام الدورة. أريد أن نقضي على هذا الخجل ونستبدل السلبية بالإيجابية. فقد تحمّس كل من الرجال والنساء للفكرة – خاصة من جيل الشباب”.
يقول أحد العاملين – وفقاً لبيكس – لو أن الرجال يتعرضون للدورة الشهرية، لكانت هذه السياسة قد نوقشت على الفور. “الأمر لا يتعلق بالحصول على إجازة عند الشعور بالألم فقط، بل بتمكين الناس من الظهور بالصورة المثلى. إذا كنت تعمل بطبيعتك سوف تستثمر إبداعك وذكاءك بصورة أكبر، وذلك يفيد العمل إلى حد كبير”.
ومع ذلك، فإن “سياسات الدورة الشهرية” ليست بجديدة. فقد بدأت إجازات الدورة الشهرية في اليابان عام 1947، بينما أصدرت كوريا الجنوبية وتايوان وإندونيسيا قوانين تسمح للمرأة بالحصول على إجازة من العمل عند التعرض للدورة الشهرية.
مقاطعة أنهوي الصينية وافقت على منح النساء إجازة شهرية مدفوعة الأجر في حالة تقديم تقرير طبي بذلك. وتعتبر شركة “نايك” للملابس الرياضية هي الوحيدة التي تمنح إجازة رسمية للعاملات في حالة الدورة الشهرية كجزء من مجموعة القوانين الاجتماعية الناظمة لعمل الشركة.
وتخطط بيكس وفريق عملها لصياغة سياسة خاصة ضمن ندوة بعنوان “سياسة الدورة الشهرية الرائدة: تقييم الدورات الطبيعية في مكان العمل”.
الندوة تتناول تساؤلات تحيط بتلك القضية، وعلى سبيل المثال ما إذا كانت تلك الإجازة تؤثر على إمكانية توظيف المرأة.
وستتناول الندوة أيضاً ما إذا كان من المجدي أن تحصل المرأة على مثل هذه الإجازة بصفة شهرية. وتعتقد رئيسة الندوة ألكسندرا بوب أن التوعية بشأن الدورة تساعد على زيادة الإنتاجية.
ويتمثل الغرض من هذه المبادرة في خلق توجّه إيجابي بشأن الدورة الشهرية يساعد المرأة ويدعم فعالية ورفاهية المؤسسة.