رام الله مكس-وكالات:
يستذكر العراقيون اليوم العشرين من اذار الذكرى الثالثة عشر للغزو الامريكي للعراق
ففي الساعة الثانية والدقيقة الثامنة والثلاثين تلقت طائرتا شبح اف 117 يقودهما الطياران المقدم ديفيد تومي والرائد مارك من السرب الثامن المقاتل امراً لضرب بستان زراعي في منطقة الدورة فأسقطت الطائرتان اللتان إنطلقتا من الكويت في الساعة الخامسة والدقيقة السادسة والثلاثين أي في الضياء الأول أربع قنابل زنة الواحدة منها 909 كيلو غراما .
فيما ذكرت مصادر اخرى إنه تم إرسال طائرة ب 1 ويبلغ سعرها ملياري دولار وتحمل 24 صاروخا من نوع jdam الذكية زنة الواحد 455 باوند وإثني عشر صاروخا من نوع egbu-27 او ثلاثين من نوعwcmd انطلقت من قاعدة ديغو غارسيا في المحيط الهندي لتنفيذ هذا الواجب .
وقال أحد الباحثين في تعليقه على اليوم الاول من الغزو إنه في الأول من آذار عام 2003 أصر مفتشو الأمم المتحدة على تدمير صواريخ الصمود (الصمود 2) مما يؤكد أن قرار الحرب قد تم اتخاذه بصورة نهائية لان هذه الصواريخ ليست من تلك المشمولة بقرارات الأمم المتحدة ذات المديات البعيدة أي إن مداها يتراوح بين 100-150 كلم , وهي أخر سلاح تبقى في الترسانة العراقية التي خضعت للتفتيش والتدمير ابتداءا من عام 1991 حتى السادس عشر من كانون اول ديسمبر عام 1998.
ثم استأنفت تلك اللجان نشاطها في العراق بعد قبول الحكومة العراقية القرار رقم 1441 الذي تبناه مجلس الأمن في الثامن من تشرين الثاني 2002 وأعلن قبوله في الثالث عشر من من نفس الشهر وأجرت فرق التفتيش مسحا سريعا وشاملا على جميع المواقع العراقية مستخدمة الطائرات المروحية وبصلاحيات مطلقة منطلقه من الكويت .
ومن الواضح أن عمليات التفتيش تلك كانت تهدف إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية :
الأول : التأكد من أن العراق لم يتمكن من إنتاج أسلحة جديدة خلال الفترة التي غادرت فيها لجان المفتشين العراق في السادس عشر من كانون الاول عام 1998 .
الثاني : الحصول على أحدث الخرائط التفصيلية للمواقع الرئاسية والمعسكرات ومقرات الأجهزة الأمنية التي ستكون أهدافا رئيسية خلال غزو الولايات المتحدة للعراق ,
كما أن الإدارة الأمريكية والجهات المتخصصة في وكالة المخابرات المركزية وفي البنتاغون تحتاج إلى مطابقتها مع مالديها من خرائط قديمة جاءت بها لجان التفتيش السابقة إضافة إلى ما توفره الأقمار الاصطناعية المنتشرة في سماء العراق لهذا الغرض.
ففي منتصف ايلول من عام 2002 أي قبل ستة أشهر من بدء الغزو بدأت قافلة من أقمار التجسس تجوب فضاء العراق على مدار 24 ساعة في اليوم ,ويقود هذه المجموعة القمر المعروف باسم (ميستي) وأطلقت هذه المجموعة المؤلفة من ستة أقمار وكالة (ناسا) حيث يسير (ميستي) على ارتفاع يزيد عن السبعمائة كيلو متر ويحمل أجهزة ومعدات ومختبرات تزن 15 طنا .
وهذا القمر انطلق أول مرة مطلع عام 1992 ويعتقد انه تخصص بالتجسس على العراق والدول المحيطة به وهذه الأقمار هي (لاكروس 4) وقمر (كيهول 11) إضافة إلى ثلاثة أقمار أخرى ترافق قمر (لاكروس 4) وتقول معلومات البنتاغون أن هذا القمر يتمكن من تمييز حجم البيضة في الصين .
ورغم الحملات الدعائية الواسعة التي خصصتها الإدارة الأمريكية للحديث عن قدراتها الفائقة في السيطرة على أدق ما موجود من تفاصيل على سطح الأرض، إلا أن مخاوفها ظلت قائمة من احتمالات التمويه التي قد تستخدمها القيادة العراقية، على أقمار التجسس التي تجوب سماء العراق لذلك أصر المسؤولون على مطابقة ما لديهم من معلومات وصور ووثائق .
الثالث : التأكد من خلو المنطقة الصحراوية العراقيه من أية صواريخ بعيدة المدى يمكن إطلاقها في حالة نشوب الحرب على إسرائيل أو القاعد الامريكية في دول الخليج كما حصل في عام 1991 وتمتد هذه المنطقة من جنوب الموصل في شمال العراق حتى أم قصر قرب الحدود الكويتية في الجنوب .
ولم يكن بالإمكان التأكد من ذلك إلا من خلال الزوايا التالية :
أ- إجراء مسوحات شاملة في الأراضي العراقية .
ب- التأكد من عدم وجود منصات لإطلاق هذه الصواريخ.
ج- التأكد من عدم تصنيع مثل هذه المنصات داخل العراق.
حيث تم التأكيد على صواريخ (الصمود اثنان) لتدميرها مع القوالب والمعدات وقواعد الإطلاق وتم تدمير أخر مجموعة من هذه الصواريخ بتاريخ السادس عشر من مارس أي قبل بدء الحرب باثنتين وسبعين ساعة.
الرابع : أن تدمير هذا النوع من الصواريخ والذي تم أمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية بقدر ما أعطى طمأنينة للقوات الأمريكية والبريطانية المحتشدة قرب الحدود العراقية في الكويت إلا ان الخوف بقي مستمراً.
وقد اعلن هانز بليكس في مقال كتبه في سي أن أن يوم في 21 آذار 2013 أنه تلقى إتصالاً من أحد المسؤولين الأمريكيين، قبل الغزو بثلاثة أيام، طلب فيها سحب الفريق من العراق.
وقال بليكس في مقاله: بينما كنا نشعر بالحزن لإجبارنا على إنهاء مهمتنا التي أوكلها لنا مجلس الأمن الدولي، حيث كنا مانزال في منتصف الطريق، ورغم قيامنا بعملنا جيداً،كان هناك شعور بالسعادة أيضاً لأننا سنغادر بأمان.. ويضيف فقد كان هناك قلق من أن يتعرض مفتشونا للاحتجاز كرهائن، ولكن في واقع الأمر كان العراقيون متعاونون جداً أثناء وجودنا هناك.
وأشار بليكس إلى أنه بعد قليل من مغادرة عدة مئات من مفتشي الأمم المتحدة غير المسلحين العراق، حل محلهم مئات الآلاف من الجنود الذين بدأوا عملية غزو واحتلال البلاد، التي دفع ثمنها مئات الآلاف من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تكلفتها المادية الهائلة.
وأضاف أنه بعد عشر سنوات من غزو العراق اليوم.. أسأل نفسي مجدداً عن أسباب حدوث هذا الخطأ الفظيع، والمخالفة الصريحة لميثاق الأمم المتحدة.. كما أواصل البحث عن أي دروس مستفادة يمكن تعلمها منها .
وأشار بليكس في مقاله إلى أنه بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 الإرهابية، شعرت إدارة (الرئيس الأمريكي) جورج بوش بأن عليها أن تقوم بالمزيد من الإجراءات الانتقامية للهجمات التي تعرضت لها القوة العظمى الوحيدة في العالم، وليس فقط الإطاحة بنظام حركة طالبان الحاكم في أفغانستان.
وتابع أن الحرب كان الهدف منها تدمير أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه لم يكن هناك أي منها… وكان الهدف من الحرب القضاء على تنظيم القاعدة في العراق، ولكن الجماعة الإرهابية لم يكن لها أي وجود في البلاد حتى بعد الغزو.
وأضاف أن الحرب كان الهدف منها إقامة نموذج للديمقراطية في العراق يقوم على سيادة القانون، ولكنها أدت إلى إقامة نظام فوضوي استبدادي، وقادت إلى قيام امريكا بممارسات تنتهك قوانين الحرب.
وقال أيضاً: لقد كان الهدف من الحرب تحويل العراق إلى قاعدة صديقة،تسمح للقوات الأمريكية بالتدخل في إيران، وقت الحاجة، ولكنها بدلاً من ذلك منحت إيران حليفاً جديداً في بغداد.