رام الله مكس – وكالات
يحتفل اليهود في كل عام بعيد المساخر، أو كما يسمونه، عيد “البوريم”.
هو عيد حيوي، شعبي، ملون، بالبهجة، والفرح. هذا بالنسبة لهم، لكنه ملون بالحصار، والقيود الأمنية والطوق العسكري بالنسبة لنا.
دولة الاحتلال تحتفل هذا العام ما بين غروب شمس أمس الأربعاء، وغروب شمس اليوم الخميس بعيد المساخر. وذلك في كل المدن باستثناء القدس المحتلة التي تبدأ احتفالاتها بهذا العيد من غروب شمس الخميس إلى غروب شمس الجمعة.
بدأت الحكاية، قبل 3,500 عام عندما قام ملك ملوك فارس “كورش” بالسماح لليهود بدخول البلاط الملكي،
فأقاموا معه علاقة وطيدة، تقوم على استدراجه بذريعة النصح وتقديم المشورة. ومن ثم قاموا بتقديم شابة حسناء هي استر لتعمل خادمة في القصر الملكي، لكنها فتنته بسحرها وجمالها، وتزوجته، فتمكنت من أن تنتزع منه وعداً فاق وعد بلفور قوة، جاء فيه:
“يأمر ملك الملوك كورش بعودة اليهود إلى فلسطين”
مبادرة هامان لإبادة اليهود.. إحباطٌ وخلاص فعيد مسخرة!
يحكى أن هامان، كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية آنذاك، بعث للملك الفارسي كورش رسالة فحواها “يوجد شعب ما مشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك, وسننهم مغايرة لجميع الشعوب، وهم لا يعملون بسنن الملك، فلا يليق بالملك تركهم. فإذا حسن عند الملك، فليكتب أن يبادوا”.
وبمبادرة هامان وبحسب الرواية اليهودية، صدر أمر بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية، وبالنظر في سفر “أستير” يقال إن مؤامرة هامان أحبطت و”كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة .. وولائم ويوم طيب”.
وعلى مر السنين, أصبح عيد المساخر، الذي يحتفل به بذكر خلاص اليهود وإفشال مؤامرة الإبادة لهامان، فلذلك يتسم عيد المساخر بالمرح ويكون مثل عيد كرنفال.
صوم إستير
يصوم اليهود يوماً واحداً قبل عيد المساخر بيوم، ويعرف هذا الصيام بصيام “إستير” اقتداءً بصيام الملكة إستير والشعب اليهودي ذلك اليوم الذي طلبت فيه الملكة من الملك كورش إلغاء تنفيذ مؤامرة الإبادة لهامان.
في عيد المساخر: الصلاة “التوراتية” تلعن هامان!
في يوم المساخر يقرأ اليهود سفر استر في التوراة، وكلما جاء ذكر هامان، بدؤوا بإحداث ضوضاء وجلبة، وفوضى، لعل الامر يمحو اسم هامان. ويتم استعمال محدثات صوت خاصة بعيد المساخر (قرقعيات) لهذه الغاية.
ويفرض سفر “إستير” على اليهود إرسال الهدايا كل واحد إلى صاحبه، وعطايا خاصة للفقراء، وإقامة مأدبة احتفالية بعد ظهر العيد.
وتقول المصادر العبرية إن هناك في المأدبة الاحتفالية من يتبعون التقليد بأن يصبحوا سكارى إلى حد لا يتمكنون فيه من التفرقة بين “بارك الله موردخاي” (ومردخاي هو عم إستير وبطل سفر إستير) و”لعن الله هامان”.
في عيدهم يغلقون الضفة
في واقع الأمر، لم يتم إغلاق الضفة الغربية العام الماضي في عيد المساخر. هذا ما قالته متحدثة، باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأضافت إن قيادة الاحتلال قررت هذا العام إثر تقييم الوضع الأمني في الضفة فرض طوق شامل.
وكان الاحتلال فرض الثلاثاء حصارا عسكريا على القدس والمسجد الأقصى، عشية الأعياد اليهودية، وقررت منع المصلين ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول المسجد.
