غالباً ما يواجه الأشخاص الذين يخططون لاقتناء سيارة، العديد من الآراء المتناقضة التي تضعهم في حيرة من أمرهم، خصوصاً فيما يتعلق باختيار شراء سيارة جديدة أو مستخدمة.
فرغم أن العديد من المشترين يملكون فكرة محددة للغاية، عما يرغبون في إيجاده في سيارتهم المنشودة، فإن هناك قسماً لا بأس به من الناس، يلجؤون لطلب المشورة حول هذه الخطوة، التي تعتبر ثاني أهم قرار مالي يتخذه الفرد بعد قرار شراء منزل.
ويقول رائد الأعمال، طاهر سالم المطيري، خبير السيارات إن قيمة السيارة الجديدة تبدأ في الانخفاض، في الدقيقة الأولى لخروجها من صالة العرض وقيادتها من قبل المشتري، لتفقد نحو 20 إلى 30 في المئة من قيمتها، بنهاية العام الأول من شرائها، حيث ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 60 في المئة خلال خمس سنوات من شرائها.
ويشير إلى1 أن القرار المتعلق باختيار شراء سيارة جديدة أو مستخدمة، هو قرار صعب، وما يزيد من صعوبته هو مواجهة العملاء للعديد من المعلومات والنصائح المربكة، معتبراً أن أغلب الناس يرغبون في شراء سيارة جديدة تماماً، ولكن عند التفكير في الأمر من ناحية منطقية، والاستماع إلى آراء بعض الخبراء الماليين، يتأكد الفرد من أن الإقدام على خطوة شراء سيارة جديدة، ورغم عوامل الجذب الكبيرة التي تتمتع بها، هي خطوة ستتسبب في خسارة مالية حتمية.
ويضيف أن الخبراء يرون أن خطوة شراء سيارة جديدة لا تنطبق عليها صفة "القرار الاستثماري" مثل خطوة شراء شقة، فالاستثمار هو ببساطة وضع الأموال في أحد الأصول بهدف تحقيق دخل إضافي منها، وذلك عن طريق ارتفاع قيمتها في المستقبل، ولذلك فإنه وبمجرد النظر إلى الخسائر الهائلة التي تتعرض لها قيمة السيارة، والتي قد تفوق نسبتها الـ 40 في المئة بعد سنتين من شرائها، يتأكد الفرد أن هذه الخطوة لا ترتبط بتاتاً بأي شكل من أشكال الاستثمار، كما يدعي البعض.
ويسترسل أن نقاط القوة التي تتمتع بها السيارات الجديدة، تكمن في أنها أكثر موثوقية من السيارات المستعملة، فهي تضمن للشاري راحة البال التامة، وهذا يعني أن العميل يمكنه قيادة سيارته، دون القلق بشأن المشكلات الخفية أو الميكانيكية التي تتعلق بعمر السيارة، بعكس ما يحصل عند شراء مركبة مستخدمة، كما أن السيارات الجديدة تواجه مشكلات صيانة أقل، حيث لا يتعين على العميل التفكير في استبدال الفرامل أو الإطارات، أو القيام بأي إصلاحات طفيفة أخرى لبضع سنوات على الأقل، في حين أنه إذا واجهت السيارة الجديدة بعض المشكلات بسبب عيوب في التصنيع، فإن الشركة المصنعة لها تتكفل بإصلاحها بموجب عقد الضمان الذي تم تقديمه للعميل عند عملية الشراء، مما يوفر المزيد من راحة البال.
وأردف أنه عند شراء العميل لسيارة مستعملة، فإن المالك الأول لها سيكون هو من تكبد أكبر نسبة من الخسارة، في حين يحصل الشاري الثاني على صفقة جيدة، مشيراً إلى أن السيارة الجديدة عادة ما تفقد نحو نصف قيمتها، خلال أول 3 سنوات على شرائها، ليصبح بعد ذلك معدل الخسارة أبطأ بكثير، ما يعني أن السيارة التي يبلغ عمرها 3 سنوات ستفقد قيمة أقل بكثير في العام الرابع، مقارنة بما تخسره في الأعوام الثلاثة الأولى.
واستكمل أن سوق السيارات المستخدمة، تشهد إقبالاً متزايداً، ولاسيما من أصحاب القدرة الشرائية المتدنية والمتوسطة، إضافة إلى بعض الأغنياء الذين يعتبرون أن هناك أموراً، أهم من شراء سيارة جديدة وتكبد الخسائر بسببها، مشدداً على أن أهم أمر يجب أخذه في الحسبان عند شراء سيارة مستعملة، هو إجراء كشف ميكانيكي شامل ودقيق عليها، للتأكد من أن هيكلها لا يعاني من أي خلل، وتفادياً لظهور الأعطال الميكانيكية بعد استخدامها بفترة وجيزة، حيث إن شراء مركبة مستخدمة يكون أحياناً بمثابة مجازفة كبيرة، ولذلك يجب التأكد بشكل كامل مما يتم شراؤه.