رام الله مكس: كشف تحقيق صحفي حديث أن جيش الاحتلال استهدف مناطق سكنية في قطاع غزة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، بهدف تدمير شبكة أنفاق حماس تحت الأرض، مما أدى إلى استشهاد العديد من المدنيين الفلسطينيين واستخدام غازات سامة لخنق الأهداف داخل الأنفاق.
التحليل أشار إلى أن القنابل أطلقت غاز أول أكسيد الكربون، مما أدى إلى استشهاد مواطنين على مسافات بعيدة من موقع الضربة.
ووفقًا للتحقيق الذي أجرته "مجلة +972" و"لوكال كول"، استخدم جيش الاحتلال قنابل خارقة للتحصينات بعد أن فشل في تحديد المواقع الدقيقة لقادة حركة حماس في أنفاق غزة.
في هذه العمليات، استهدف الجيش مناطق سكنية مكتظة بالمدنيين بشكل متعمد، واستخدم نواتج ثانوية سامة للغازات "لقتل" من داخل الأنفاق، في غياب معلومات استخباراتية دقيقة.
وقد استند التحقيق إلى مقابلات مع 15 ضابطًا من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية و"شين بيت"، حيث تم التأكيد على أن هذه الاستراتيجية استهدفت كبار قادة حماس لكن مع خسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين.
من خلال هذه الهجمات، تم استشهاد أعداد كبيرة من المواطنين في "أضرار جانبية"، بينما كانت الضغوط الاستخباراتية تتطلب اتخاذ قرارات سريعة تؤدي إلى نتائج مأساوية.
العواقب والآثار:
وأوضح التقرير أن الأسلحة المستخدمة كانت تفتقر إلى الدقة في استهداف الأهداف المقصودة، مما أسفر عن استشهاد العديد من المدنيين.
كما أشار إلى أن استخدام القنابل التي تطلق غازات سامة شكلت تهديدًا مميتًا للمدنيين داخل الأنفاق، مما أدى إلى حالات اختناق مرعبة.
واستنادًا إلى تصريحات مصادر استخباراتية، أكد التحقيق أن العمليات الجوية القاتلة التي استهدفت قيادات حماس لم تكن دائمًا مدعومة بمعلومات دقيقة حول وجود أسرى أو مدنيين في المواقع المستهدفة، ما أدى إلى قصف غير دقيق كان يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
التأثير الدولي والمخاوف الأخلاقية:
وأشار التحقيق إلى أن جيش الاحتلال كان على دراية بأن القنابل التي تُستخدم قد تطلق غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون، ما يجعل هذه الاستراتيجية في إطار الممارسات العسكرية المثيرة للجدل.
وأكدت مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي أن هذه القنابل تُستخدم لمهاجمة الأهداف دون الحاجة إلى معرفة مواقعها بدقة، مما يطرح تساؤلات حول الأبعاد الأخلاقية لهذه الاستراتيجية.
وفي هذا السياق، أشار العميد الاحتياطي في جيش الاحتلال جاي هازوت إلى أن غاز أول أكسيد الكربون يظل تحت الأرض لفترة طويلة ويشكل خطرًا قاتلًا للموجودين داخل الأنفاق، مشيرًا إلى أن هذه التجربة تكشف عن مدى تعقيد الجوانب الإنسانية لتلك العمليات العسكرية.
ينتهي التحقيق بالإشارة إلى فشل هجمات الاحتلال في القضاء على الأهداف المحددة بشكل دقيق، وتزايد الأدلة على أن الأساليب المستخدمة في هذه الحروب قد أسفرت عن مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين وتسببّت في تشويه الصورة العسكرية الإسرائيلية دوليًا.
