رام الله مكس – إطلاق النار يوم اول أمس نحو سديروت أدى لرد إسرائيلي غير عادي مقارنة بما اعتاد عليه قطاع غزة حتى الآن، وكذلك اسرائيل. حسب مصادر فلسطينية في غزة، قصف الجيش الاسرائيلي أكثر من 20 هدفًا لتنظيمات ” إرهابية ” مختلفة.
“ماذا حدث لكم؟ أجننتم؟ وزير الأمن أفيغدور ليبرمان يحاول أن يُغير المعادلة!” أعربت جهات عن تفاجئها من هذه الخطوة. المعادلة، بعيونهم، كانت بسيطة، صاروخ واحد يُرد عليه بهجوم واحد، “الآن أنتم تريدون أن تحددوا أن صاروخًا واحدًا سيؤدي لثمن آخر يقدر بعشرات الهجمات؟”، بعد مرور وقت قصير نشرت حماس بشكل رسمي بيانًا على تويتر وفي مواقعها بأن اسرائيل تحاول “وضع معادلة جديدة”.
ومع ذلك، خرجوا في إسرائيل بحملة اشادة وتأييد في ظل الرد الإسرائيلي “الجديد”، لكن يجب القول انه ليس هناك أي خبر سار لسكان غلاف غزة أو “سديروت”، هذا بشكل عام نفس الشيء. الهجمات وقعت ضد أهداف واقعة على الحدود لحماس أو لتنظيمات أخرى، في الوقت التي كانت المقرات خالية من أي شخص. أي أنه في الجانب الاسرائيلي يعلمون أنه لن يكون هناك متضررين فلسطينيين تقريبًا، حماس أعلنت عن اصابتين طفيفتين، لكن تأثير عشرات الهجمات يكفي لنقل الرسالة المطلوبة لقيادة حماس في قطاع غزة.
في الواقع، على الرغم من أن الرد الاسرائيلي “قاس” نوعًا ما، إلا أن القيادة في غزة فهمت أنه من الأفضل التحلي بضبط النفس وعدم الانجرار لمواجهة أو حتى حرب مع اسرائيل. و لم تطلق حماس أي صاروخ نحو إسرائيل، وفضلت ان تواصل تهديداتها على الشبكات الاجتماعية.
الحركة التي تسيطر على قطاع غزة غير معنية الآن بتصعيد أمام اسرائيل لعدة أسباب؛ الأول: انها مشغولة بالانتخابات المحلية في غزة، حيث أن الحملة التي تقودها في القطاع تحت شعار “غزة أجمل”. من الصعب التصديق – وأحياناً يبدو الأمر كنكتة في ضوء الشكاوى المستمرة لحماس أن قطاع غزة في حالة حصار وأن الوضع الاقتصادي صعب جدًا فيها – لكن في الأسابيع الأخيرة اختارت حماس ان تسلط الضوء على حقيقة أن غزة تبدو جميلة أكثر تحت حكمها.
لقد نشرت صورًا للقطاع وقت الغروب، في البحر، في المنتزهات، والطرق والشوارع الجديدة التي تم تشييدها هناك، وكل ذلك من أجل أن تعطي لسكان غزة، وعلى الوجه الأخص الضفة الغربية، إحساس أن الحياة أكثر جمالًا في ظل حكم حماس، لذلك فإن مواجهة عسكرية أمام إسرائيل في هذه المرحلة قد تضر بخطة الفوز في الانتخابات في غزة، وحتى في الضفة.
في المقابل، نفس حكومة إسرائيل التي تحاول خلق واقع أمني جديد قامت بخطوة غير عادية تجاه حماس، وقد تتحول لسياسة دائمة: وافقت اسرائيل على إدخال رواتب موظفي حماس للقطاع، أي ان ليبرمان ورئيس الحكومة أنفسهم وفقوا على أن يدفعوا لإسماعيل هنية وغيره حوالي 20000 من مسؤولي حماس رواتبهم، وهي خطوة عارضها وزراء أمن سابقون، جملة وتفصيلًا.
المشكلة، مرة أخرى، هي ان هذه المعادلة القديمة الجديدة، غير متوقع أن تؤدي لتغيير في طبيعة الوضع بين إسرائيل والقطاع. ربما، أيضًا لا يمكن تغيير الوضع الراهن إلا بتكلفة باهظة جدًا لا تريدها إسرائيل، جماعات إسلامية متطرفة – تابعة لـ “داعش” – ستواصل محاولة إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، في كل مرة قامت تلك الميليشيات بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل نفذت حماس سلسلة اعتقالات في صفوف تلك التنظيمات، وبعد عدة أسابيع تطلق سراحهم، هذا من المتوقع ان يكون رد حماس هذه المرة.