رام الله مكس – نقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ في عددها الصادر، صباح اليوم، الثلاثاء، عن أوساط إسرائيلية القول إن الأذرع العسكرية والسياسية في حماس تحاول فهم الردّ الإسرائيلي الأقوى في مثل هذه الأحداث، وما قاد إلى هذا التغيير، كما تحاول معرفة إن كان الرد الإسرائيلي سيستمر هكذا من الآن فصاعدًا أم أن هذا الرد استثناء.
وتابعت أن الانتخابات البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزّة المحتلّين على الأبواب، ولعدّة جهات هنالك مصالح من أجل تسخين الأوضاع في قطاع غزّة، إمّا من أجل إلغائها وإما من أجل جرّ حماس لمواجهة مع إسرائيل، بينما تصر حماس على التهدئة المستمرة منذ العدوان الأخير.
وأوضحت الصحيفة أن رغبة حماس في عدم التصعيد تأتي لعدم توافر الدعم الدولي لها، خصوصًا مع المواقف المصريّة الأخيرة، بالإضافة إلى عدم جاهزية الحركة العسكرية لخوض حرب طويلة مع الاحتلال، وفقًا لادّعاء الصحيفة.
وانتهت الصحيفة إلى القول ‘بعد كل هذه الأحداث، ومع المحددات التي تفرضها الرقابة العسكرية، يجب التساؤل عن كيفية إدارة المخاطر في قسم الحملات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، هذه المرّة الثالثة خلال العام الأخير التي يتّضح فيها أن هنالك مشكلة في إدارة المخاطر’.
سياسة “انتهاز الفرص” وكتب المحلل الأمني في صحيفة “معاريف”، يوسي ميلمان، اليوم الثلاثاء إن حماس حاولت فرض معادلة مع إسرائيل تقضي بأن من حق الطرفين تعزيز قدراتهما القتالية استعدادا للمواجهة المقبلة، لكن مع وقف لإطلاق النار وبأن يحفظ كل طرف سيادة الطرف الآخر.
وأوضح ميلمان أن الجيش الإسرائيلي لم يعد يقبل هذه المعادلة، وتقرر مؤخرًا إجراء تغيير في السياسة المتبعة تجاه القطاع وأطلق عليها تسمية “سياسة انتهاز الفرص”، والتي تنص على أن الجيش سيقوم باستغلال إطلاق قذائف من القطاع بهدف ضرب منشآت حماس المختلفة بقوة “غير متناسقة” مع إطلاق القذائف، حسب تعبيره، وأنه ليس هناك “حصانة لأي هدف” تابع لحماس.
وأشار ميلمان إلى أن “السياسة الجديدة” هذه أقرت في السابق من قبل الحكومة في فترة تولي موشيه يعالون وزارة الأمن، وليس في فترة الوزير الحالي ليبرمان.
هذا الرد الواسع من قبل سلاح الجو الاسرائيلي اثار تحليلات واسعة في الاعلام الاسرائيلي ربط هذا التغيير بوزير الجيش ليبرمان، ليتضح أن هذه السياسة التي باشر بتنفيذها الجيش الاسرائيلي ردا على الصاروخ الذي اطلق ظهر الأحد، كانت بتعليمات من قبل قائد الجيش جادي ايزينكوت والتي سبق وبحثها في قيادة الجيش وأخذ موافقة رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو ووزير الجيش السابق موشيه يعلون.
وأضاف موقع معاريف أن هذه السياسة الجديدة طرحها قائد الجيش جادي ايزنكوت وأخذ الموافقة عليها من وزير الجيش السابق موشيه يعلون ومن رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو، وفقا لما أكده مصدر عسكري رفيع المستوى للموقع، مشيرا أن هذه السياسة ليست جديدة ولم تكن بتعليمات من وزير الجيش الحالي ليبرمان، ومع ذلك فإن عديد وسائل الاعلام الاسرائيلية خاصة في أوساط اليمين تنسب هذه السياسة الجديدة وتغيير قواعد اللعبة مع قطاع غزة للوزير الحالي ليبرمان.