رام الله مكس – يتحسب الإسرائيليون عموما من فصل الصيف، لأن الحربين ‘الكبريين’ والمؤلمتين الأخيرتين، حرب لبنان الثانية في 2006 وحرب غزة في 2014، وقعتا في هذا الفصل. ومن هنا، اعتبر المحلل العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، أن ثمة ما يمكن أن يتفاخر به رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ‘ففي الصيف الحالي استمر التراجع المتواصل في عدد العمليات الإرهابية، وتم الحفاظ على الهدوء على طول الحدود بشكل كامل تقريبا، كما أن برميل البارود في غزة لم يشتعل، ولا حتى عندما ألقينا عليه هذا الأسبوع عيدان ثقاب’.
وانتقد بن دافيد في مقاله الأسبوعي في صحيفة ‘معاريف’، اليوم الجمعة، تمجيد وسائل الإعلام الإسرائيلية للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، بزعم الرد على إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه مدينة سديروت، ووصف هذا القصف بحوالي خمسين صاروخا أنه ‘معادلة الردع الجديدة’، أو السياسة الجديدة التي يقودها وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان.
لكن بن دافيد رأى أن ‘الواقع أقل دراماتيكية’. ‘الجيش الإسرائيلي انقض على الفرصة التي سنحت له بإطلاق صاروخ على سديروت من أجل محاولة ضرب كنوز لحماس. وحقيقة أنه لم يكن هناك مصابين في الهجوم المكثف ولم نرى في أعقابه دمارا لمبان لم يكن من قبيل الصدفة. فالجيش الإسرائيلي يعلم أين أسقط القذائف الخمسين في غزة، وحماس تعلم أيضا، وكلاهما يلتزمان الصمت’.
وأردف بن دافيد أنه ‘واضح أيضا أنه هذه كانت فرصة جيدة بالنسبة لليبرمان للرد على كل من سخر منه بأن إسماعيل هنية ما زال حيا. لكن ليبرمان وقيادة الجيش الإسرائيلي يعلمون جيدا أنه لا يمكن ردع حماس أكثر مما هي مردوعة اليوم’.
وتابع المحلل العسكري أن ‘حماس لن تتخلى عن الصراع ضد إسرائيل، لكنها تفضل الآن التركيز على استقرار وترسيخ الدولة التي أقامتها في غزة، ومواصلة التسلح. والحديث (من جانب ليبرمان) عن حلول مثل نزع سلاح قطاع غزة فارغ من مضمونه’.
ودعا بن دافيد إلى أنه ‘يجدر بنا أيضا، مثل حماس، أن نتعلم الدرس من الجرف الصامد (العدوان الأخير على غزة)، وهو أنه بالإمكان شن عدد لا نهائي من الجولات القتالية، لكنها لن تجلبنا إلى مكان أفضل. وهذا الأسبوع لعبنا بالنار، وكان في ذلك بعدا ينطوي على رهان باتخاذ القرار بمهاجمة القطاع، وليس واضحا بعد ما إذا حقق النتائج التي أملنا بها، وقد نجح الرهان. وهذا لا يعني أن حماس ستضبط نفسها في المحاولة المقبلة للمس بكنوزها’.