رام الله مكس
تصاعدت في الاونة الأخيرة عمليات النصب والاحتيال على المواطنين، وتنوعت بقدر حاجة المواطنين وتلبية لرغباتهم، وتجد النصب والاحتيال عم اغلب المناطق ووقع في فخه المئات من المواطنين، اما نتيجة للطمع والجشع او قلة الوعي وبساطة عيش الفئة الاخرى من عامة الناس.
كانت بداية القصة عندما تلقى احد المواطنين اتصالا من احد الاقرباء له والذي يسكن المملكة الاردنية الهاشمية، واخبره بتوفر تأشيرات من المملكة العربية السعودية لمن يرغب بتأدية فريضة الحج هدا العام، وطلب منه ان يقتصر الامر على اناس لم يحالفهم الحظ في السنوات السابقة، كونهم احق بها.
احد المواطنين من بلدة يطا قام بكتابة منشور عبر صفحته على الفيس بوك بخصوص الامر، وبدات تنهال عليه الاتصالات الهاتفية من اقاربه ومعارفه واهالي البلدة المعنيين بتأدية فريضة الحج، حيث سجل سبعة اشخاص من يطا و 21 شخص من مدينة الخليل اغلبهم من عائلتي ابو تركي وابو سنينة.
كانت البداية ان يقوم كل شخص يريد التسجيل للحج بدفع مبلغ 1000 دينار اردني، 500 دينار اردني يتم تحويلها على حساب المسؤول عن استصدار التاشيرات، وفور استلام التأشيرة يدفع المبلغ المتبقي، علما ان رسوم الحج الطبيعية قرابة 3000 الاف دينار.
يروي احد ضحايا هذه العملية ل “دنيا الوطن” اتصلنا بالشخص للاستفسار منه عن نوع التأشيرات، اخبرنا انه هدية من امير الضاحية لحجاج من فلسطين، بتكلفة الف دينار تذهب للمواصلات واستئجار الفنادق والطعام، فقمنا بالفعل انا وزوجتي وسبعة من اقربائي بتحويل المبلغ المطلوب منا بشكل اولي”.
يتابع “كان لطيفا جدا في المعاملة معنا، يتصل بنا بشكل يومي ليطمأننا على صورة الاوضاع والى اين وصلت اجراءات التأشيرة، واتصل بنا يوم الاربعاء الماضي وطلب منا بالسفر للاردن بشكل فوري لان التاشيرات جاهزة، وستنطلق الحافلة عصر الاربعاء للديار الحجازية”.
الغريب واللافت في الامر ان جوازت سفر هؤلاء المواطنين بقيت معهم ولم يقوموا بارسالها او ارسال صورة عنها اليه لوضع الفيزا عليها، وناموا ليلة في العراء بانتظار قدوم الحافلة التي ستقلهم للديار الحجازية.
تضيف احدى الضحايا لمراسلنا حول هدا الجانب “ربما تعلقنا بموضوع تادية فريضة الحج هو من غلف على عقولنا ولم ننتبه الى قصة الجواز لكنه كان على قدر عالي من الحرفية بالتمثيل علينا، قمت ببيع ذهبي في اليوم الذي سافرت فيه للاردن كي استطيع دفع المبلغ المتبقي “.
مساء الاربعاء وصل الحجاج المفترضون منطقة مرج الحمام في الاردن، بعد ساعتين من الانتظار حضر مواطن سعودي وشركاه في عملية النصب مكان تواجدنا، اخبرونا ان الحافلة في طريقها الينا وان الامور تسير على قدم وساق، دفعنا المبلغ المتبقي اليهم، اخبرونا انه سيرافقنا اثنين من المرشدين، واحد للسيدات والاخر للرجال”.
يقول احد الضحايا “مسرحية صامتة ونحن في حبالها سارحون، لولا وجود احد اقارب الضحايا في صفوف ال 28 حاج لبقينا ننتظر لايام ربما، قام بالاتصال به وسؤاله عن سبب التاخير اخبره انه الحافلة تعطلت، وننتظر قدوم اخرى من الامير من السعودية، وربما تأتي في ساعات الصباح”.
يتابع “اتصل به قريبه عصر الخميس واخبره بضرورة حضوره بحجة قدوم حجاج جدد قادمين من فلسطين، وحضر هو وشركاه على الفور، قمنا بتطويقه والامساك به ومن ثم الاتصال بالشرطة الاردنية، المواطن السعودي والاردني الاخرين قاموا بالفرار بسيارتهم بسرعة جنونية حين شاهدوا الحدث”.
يواصل حديثه “حضرت الشرطة واعتقلت احد النصابين، وقامت بنقله الى احد مراكزها، قمنا برفع شكوى ضده، واخبرونا ان القانون لا يحمي المغفلين، فقمنا بتوقيع هذا الشخص على “كمبيالات” لنضمن عودة اموالنا التي سرقت منا، بين ليلة وضحاها”.
تعلق المواطنين الفلسطينيون باداء فريضة الحج هو من دفعهم للوقوع ضحية افتراس النصب والاحتيال المنظم؟ ام فن النصب والاحتيال الذي بات مؤخرا يضرب بالنسيج الاجتماعي الفلسطيني هو ما ادى الى وقوع 28 مواطنا فريسة سهلة بيد اولئك.
المصدر دنيا الوطن
ساري جرادات
