الأحد:
2024-05-19
29º

تـركـيـا تعـيـش وضـعـاً مـضـطـربــاً بـعـد صـيـف دام وخشية من انقلاب جديد!!

نشر بتاريخ: 02 سبتمبر، 2016
تـركـيـا تعـيـش وضـعـاً مـضـطـربــاً بـعـد صـيـف دام وخشية من انقلاب جديد!!

رام الله مكس – إلى أين تذهب تركيا؟ تساؤل يطرح نفسه مع القلق المتنامي بخصوص هذا البلد الذي عاش صيفاً أليماً من النار والدم، سجل محاولة انقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان واعتداءين جهاديين كبيرين، إضافة إلى هجوم لقواتها في سورية.

فهذا البلد الكبير الذي يشكل نقطة وصل بين أوروبا وآسيا احتل واجهة الأحداث العالمية طوال فصل الصيف إذ غرق أكثر فأكثر في دوامة العنف السائد منذ صيف 2015 مع بدء مسلسل اعتداءات نسبت إلى تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي “داعش” أو المتمردين الأكراد.

صور انتحاري جريح يفجر عبوة داخل قاعة المغادرة في مطار إسطنبول الدولي في حزيران، وجنرالات انقلابيين متورمي الوجه بعد توقيفهم في تموز، وجثث أطفال ممددة أرضاً في غازي عنتاب بجنوب شرقي تركيا، أو دبابات تركية تتحرك في سورية في آب، تدل على ما عاشته تركيا من صيف دموي.

وقال احمد انسل كاتب الافتتاحية في صحيفة جمهورييت لوكالة فرانس برس: “إن الحصيلة البشرية والاقتصادية كبيرة جدا مع الاعتداءات والمواجهات والقتلى في صفوف الشرطة والدرك والمدنيين وضحايا الانقلاب”.

وأضاف: “لو حصل القليل مما حدث في تركيا هذا الصيف، في فرنسا لكانت في حالة صدمة”.

بدأ الصيف باعتداء على مطار أتاتورك اسفر عن سقوط 47 قتيلاً ما أثقل مناخ الخوف وأضر بالسياحة لفترة طويلة، لينتهي باعتداء غازي عنتاب الذي أوقع 55 قتيلاً أثناء حفل زفاف كردي. ونسب الاثنان إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن محاولة الانقلاب في 15 تموز كانت إلى حد كبير الأكثر دموية من كل الانقلابات -الناجحة منها أو الفاشلة- التي شهدتها تركيا الحديثة مع سقوط 274 قتيلا. وما زالت ذيول هذا الانقلاب الفاشل تهز البلاد مع حملة تطهير غير مسبوقة.

ورأى بيرم بالجي من مركز البحوث الدولية في معهد العلوم السياسية “لو نجح الانقلاب لكانت هناك حرب أهلية، نهاية تركيا”.

ثم أخيراً التدخل التركي في شمال سورية الذي بدا لوهلة هجوما خاطفا لدبابات وطائرات اف-16 التركية بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية وصد المقاتلين الأكراد، يدخل أسبوعه الثاني.

والمخاوف من اشتعال الوضع في نزاع شديد التعقيد أصلا وكذلك تورط الأتراك أمران حقيقيان.

ولفتت دوروتيه شميد من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إلى أن “استخدام القوة بالذهاب إلى سورية، ذلك لا يرتجل. انه مغامرة”، متحدثة عن “نوع من أعراض عزلة عقلية” لدى الحكم التركي.

ووسط هذه الأجواء المشحونة تظهر صور للرئيس رجب طيب أردوغان الذي يواصل حلمه بـ”تركيا جديدة” وهو يدشن مسجدا ضخما أو جسرا مذهلا على مضيق البوسفور لتضفي مسحة سريالية.

وقال بالجي: “كان صيفا دمويا” و”الهدوء لا يبدو قريبا بسبب الانقلاب الفاشل والتدخل التركي في سورية”.

واضاف الباحث: انه لا يرى “الكثير من الإشارات التي تدعو إلى التفاؤل”.

ورأى احمد انسل نقطتين سوداويين في الأشهر المقبلة هما النزاع مع الأكراد ومحاربة الجهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية.

مع الأكراد اعتبر انسل أن هناك “جرحا يتحول إلى ورم سرطاني” بسبب التصعيد في النزاع الدامي.

وأضاف: “إن الضغينة بين الأتراك والأكراد ستزداد اكثر فاكثر. إنها قنبلة موقوتة”.

وقالت شميد: “بعد هذا التدخل في سورية يمكن توقع امتداد هذا العنف الكردي (في جنوب شرق) إلى مناطق بقيت في منأى حتى الآن، سيكون هناك المزيد من الاعتداءات في الغرب”.

واعتبرت أن حزب العمال الكردستاني “سينتقل على الأرجح إلى الهجوم في المدن”.

أما بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية، فإن استئصاله في سورية يمكن أن يدفع إلى “انتقال كل خلاياه النائمة في تركيا إلى التحرك”، ما يجعل “البلاد تعيش على وقع الاعتداءات لفترة طويلة”.

لكن أردوغان صمد في كل خضات الصيف العنيفة.

وقال انسل: “إن أردوغان يمسك بدفة الأمور، لكنها تتحرك كثيرا. انه لا يعلم إلى أين هو ذاهب”، متحدثا عن “سياسة ظرفية وقدرة كبيرة على التكيف”.

ورأت شميد “أن انتقام (أردوغان) بعد الانقلاب الفاشل وإظهار القوة في سورية لا يمثلان استراتيجية استقرار ولا استراتيجية تنموية للبلاد”.

وتخشى أنقرة من انقلاب جديد وانعدام الاستقرار. وقال بالجي: “يجب التآلف مع فكرة أن الحكم سيكون اكثر استبدادية”، مضيفاً: “إن النزعة الاستبدادية تغذى أيضا من الوضع الإقليمي”. وخلص إلى القول: “إن تدهور الوضع في سورية سلبي جدا بالنسبة لتركيا”.

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.673 - 3.667
دينار أردني
دينار أردني
5.188 - 5.165
يورو
يورو
3.997 - 3.990
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.079 - 0.078
الأحد 19 مايو، 2024
29º
الصغرى
18º
العظمى
29º