رام الله مكس – فوجئ المارة وقائدو السيارات الأسبوع الماضي في شارع فيصل بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة بفتاة ترقص الباليه في الشارع دون اهتمام أو اكتراث بمن حولها.
وقام أحد المارة بتصوير الفتاة التي كانت ترتدي فستاناً أسود عاري الأكتاف، وهي تواصل الرقص والسيارات تمر من حولها، ونشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاوتت تعليقات المغردين والنشطاء ما بين مؤيد ومعارض لتصرفها.
الفتاة توقفت عن الرقص بعد فترة قصيرة، ولم تلتفت لتعليقات المارة أو تعيرهم اهتماماً حتى اختفت عن الأنظار تماماً.
المؤيدون اعتبروا أن ما قامت به الفتاة حرية شخصية طالما لم تسبب ضرراً للآخرين، فيما أكد المعارضون أن تصرفها وطريقة ملابسها تتنافيان مع العادات والتقاليد المصرية، مشيرين إلى أنها يمكن أن تكون مصابة بمرض نفسي، أو تعاني من اضطرابات ما.
الحقيقة ظهرت اليوم السبت عبر تدوينة نشرتها إحدى شركات الإنتاج الفني على موقعها الرسمي تكشف فيها أنها صاحبة الفيديو، وأنها صورته كمنتج لها تروج فيه للفن الراقي وتأثيره في وجدان الشعوب.
وقال جهاد السيسي، مدير التسويق، بالشركة لـ”العربية.نت”، إن “الشركة قامت بتصوير الفيلم في منطقة شعبية مكتظة بالسكان واستعانت بفتاة محترفة في الباليه، والهدف هو قياس رد فعل المواطنين في تلك المناطق لمثل هذا الموقف وتصرفهم تجاه فتاة تقوم بالرقص في الشارع، وتقدم فنا راقيا وكيف سيكون تعاملهم معها؟”، مضيفاً أنه وطاقم التصوير “فوجئ بردود أفعال مبهرة”.
وأضاف أن “التصوير تم في شارع فيصل المزدحم بالمارة، وفي حوارٍ ضيقة بمنطقة الطالبية، واكتشفنا أن المواطنين عبروا عن إعجابهم بالرقصة والفتاة وساعدونا في التصوير، وقدموا لنا كل العون الممكن لإتمام التصوير وإكمال المشاهد، حتى إن أصحاب السيارات أفسحوا لنا الطريق لوضع الكاميرات ولم يصدر لفظ أو كلمة خادشة تجاهنا. وهو ما أدهشنا وأذهلنا، كما ساعدنا المترددون على المقاهي وبذلوا جهدا كبيرا معنا لتهيئة المناخ المناسب للتصوير”.
ويقول جهاد إن “الفتاة متعاونة مع الشركة وهي راقصة باليه وأفهمناها أنها من الممكن أن تتعرض لمضايقات ولكنها فوجئت مثلنا أن تصرف المواطنين كان راقيا، وهو ما كنا نطمع أن نقدمه من خلال هذا الفيلم”، مضيفاً أنه “سعيد بالصورة الحضارية التي ظهر عليها المصريون خلال التصوير”.
وقال إن “الفيديو سيتم تقديمه مستقبلا في مهرجانات دولية ليكشف الصورة الحقيقية للمصريين وكيفية تعاملهم مع الفن الراقي من خلال مشاهد قامت فيها فتاة بالرقص في الشارع دون أن يعترضها أحد أو يلقي على مسامعها بكلمة أو لفظ بذيء وهو ما يعني احترامهم للفن وتقديرهم للفنانين”، مؤكدا أن “الموسيقى المصاحبة للفيلم شرقية وغربية. ونهدف منها لتوصيل رسالة أن الفن يسمو بالعقول والنفوس سواء في الشرق أو الغرب”.
