السبت:
2024-04-20

جرائم متتابعة تثير خوفاً في غزة

نشر بتاريخ: 23 إبريل، 2017

رام الله مكس

“انا وزوجتي وامي كلنا صرنا نشعر بعدم الامان والخوف”، يقول شاب يقطن شقة في قطاع غزة. ويضيف: بعد الجريمتين الاخيرتين، وعند عودتي للبيت، أجد زوجتي مغلقة كل منافذ البيت ولا تفتح الباب لي الا عند التأكد تماما”.

جاءت اقوال الشاب في حديثه لـ”رايـة”، حول نظرة الشارع الغزي الى ارتفاع حدة جرائم القتل في القطاع بشكل غير مسبوق خلال الاسابيع الاخيرة.

ففي اسبوع، وقعت 5 جرائم بينها 3 وصفت بالمروعة، ما يعزز التساؤلات حول مدى انعكاس حالة الفقر والحصار التي يعيشها ابناء القطاع على انتشار الجريمة.

اذ أقدم مجهولون صباح الاحد، على قتل مسن سبعيني طعنا بالسكين في منزله في حي تل الهوى جنوب غرب غزة، ومن ثم القوا جثته من الطابق الثاني للمنزل. وخلال ساعات فجر السبت، اقدم مواطن “37 عاما” على قتل زوجته 31 عاما طعنا في فراشها، في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب القطاع، مع العلم ان لديهما 5 اطفال وسادس رضيع في يومه الرابع.

وقال مقربون من العائلة ان أية خلافات لم تحصل بين الزوجين قبيل الجريمة.

وخلال الاسبوع الماضي تعرضت المواطنة نسرين حسنين في مخيم النصيرات وسط القطاع لجريمة قتل بدافع السرقة وفق ما افادت تحقيقات الشرطة.

إنها حالة خوف الى جانب أزمة حياتية باتت تخيم على مجمل القطاع، تغذيها حالة من انعدام افق الحل السياسي والاقتصادي، “الأمل ضعيف والمواطن الغزي يشعر بالتشاؤم وانسداد كل مفاتيح الحياة اماه”، يقول شاب غزي آخر.

وتأتي هذه الجرائم متزامنة مع محاولات انتحار متزايدة، يقدم عليها مواطنون في غزة.

ويعزو خبراء هذا التصاعد في الجريمة الى حالة نفسية انتجتها “أوضاع مأساوية” يعيشها ابناء القطاع، بفعل الحصار المفروض عليه والذي انتج حالة فقر شديد، وانعدام الخدمات الاساسية في عديد التجمعات السكانية في القطاع.

وبحسب احصائية صادرة عن الأمم المتحدة، بلغت نسبة الفقر في قطاع غزة 65%، فيما بلغت نسبة البطالة الى 43%، ووسط الشباب 63.8%.

وتعاني 72% من عائلات قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي، اضافة الى 4600 عائلة في قطاع غزة ما تزال مشردة بلا مأوى حتى الآن، فضلا عن وجود 5000 عائلة تعيش في خيام أو بيوت من البلاستيك.

وقال استاذ علم النفس بجامعة الأقصى درداح الشاعر لـ”رايـة”، إن آخر الاحصائيات تشير الى أن نسبة الذين يعانون من الاستجابة الاكتئابية من سكان قطاع غزة بلغت حوالي 55%، وذلك مع الواقع الاقتصادي الجديد والمرير الذي طال فئة كبيرة من الغزيين.

وأضاف الشاعر أن النسبة سترتفع لتصل الى 60 أو 65%، في ظل الشعور العام بالاكتئاب والنظرة السوداوية للحياة والشعور العامة بالعزلة في القطاع المحاصر، والابتعاد عن حركة الحياة الطبيعية، وضعف الانجاز والعمل وضعف التنمية.

وتابع القول: “نسير الى الوراء بعكس حياة البشر، وكأن القطاع المكلوم عاد الى العصور الوسطى، بدلا من العيش في القرن الواحد والعشرين”.

وترى المعالجة بمستشفى الطب النفسي ميساء أبو شريفة، أن الحصار القاهر من جميع النواحي ولد اعراض واضطرابات نفسية عند فئة الشباب في الغالب، فكانت هناك أعداد متزايدة من تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الاكتئاب النفسي والقلق العام.

وفي حديث لـ”رايـة”، مع مواطنين وناشطين مجتمعيين، تكررت عبارة “انعدام الاوفق” في معظم اقوالهم حول مسببات هذه الحالة المتردية التي يعيشها ابناء القطاع، وحذر هؤلاء من تدهور الاوضاع المعيشية والاجتماعية الى الاسوأ.

المصدر شبكة راية الإخبارية

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.802 - 3.798
دينار أردني
دينار أردني
5.370 - 5.349
يورو
يورو
4.063 - 4.056
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.079 - 0.078
السبت 20 إبريل، 2024
الصغرى
العظمى
17º