رام الله مكس – وكالات
تزايدت حالات الانتحار مؤخراً في قطاع غزة خاصة خلال السنوات الخمس المنصرمة، و أدى التدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانسداد أفق الحياة بالقطاع لارتفاع معدلات قتل النفس والتفكير بذلك.
الحصار والدمار والفقر والحروب المتواصلة تعد العوامل الأهم لارتفاع معدلات الانتحار حيث لا حافز للحياة.
احصائيات مرعبة
وبينت إحصائية رسمية، أرقاما تدل على مؤشر خطير في ارتفاع نسبة الذين حاولوا الانتحار فعليًا ولأسباب مختلفة.
ففي العام 2010 شهد القطاع محاولة 226 مواطناً الانتحار، توفي منهم ثلاثة أشخاص نتيجة هذه المحاولات.
أما عام 2011 فقد شهد محاولة 297 مواطناً الانتحار توفي خلالها ثلاثة اشخاص كالعام 2010، فيما شهد العام 2012 تزايدا ملحوظا بمحاولات قتل النفس ليقفز الرقم الى 499 حالة توفي بموجبها 12 مواطناً.
وفي العام 2013 حاول 596 مواطناً الانتحار، توفي 15 منهم فيما انخفض عدد محاولي الانتحار في العام 2014 إلى 403 حالات، ويعود السبب إلى الحرب الصهيونية التي شغلت النصف الثاني من هذا العام.
أما العام 2015 فقد سجل رقماً مذهلاً لمحاولي الانتحار في قطاع غزة شمل 624 حالة توفي 9 مواطنين،
وفيما يبدو أنه ثبات مطرد في عدد محاولات الانتحار، سجل الربع الأول من هذا العام 2016م (أي شهور 1/2/3) 208 محاولات انتحار لقي خلالها 6 مواطنين مصرعهم. بمتوسط 2-3 محاولات انتحار يوميًا في قطاع غزة .. !، فيما سجل شهر أبريل الجاري العديد من حالات الانتحار، كان أحدها الشاب عبد ياسين الذي حل والده أبو غسان ياسين ضيفاً عبر(صوت الناس).
الشاب عبد ياسين
واستعرض أبو غسان، أبرز المشاكل التي أدت الى انتحار نجله عبد والتي تمثلت بأمور اقتصادية بحته.
وأوضح أبو غسان أن نجله لجأ إلى الاستدانة مرات عدة حتى تراكمت عليه الديون لتصبح بعشرات الالاف الامر الذي ادى الى تدهور وضعه النفسي فلم يجد الشاب الا سواداً أمامه بعدما ادلهمت به الخطوب.
وعن حالتهم بعيد انتحار نجلهم أكد أبو غسان أن ما حدث أدى الى تدهور العائلة التي ما زالت تعاني الأمرين من كثرة ديون نجلها المنتحر ومسئوليات أبنائها وزوجته.
وناشد أبو غسان كل من يستطيع المساعدة بالوقوف إلى جانبه وجانب أسرته خوفاً من تشرد العائلة ،داعياً الداخلية للتحقيق فيما نسب لنجله من مطالبات مالية.
أسباب الانتحار
الدكتور رياض الأقرع اخصائي الامراض النفسية ومدير مستشفى الطب النفسي سابقاً أكد أن السبب الرئيسي للانتحار هو اليأس والقنوط حيث لا طريق للعودة إلى الوضع الطبيعي.
وأوضح الأقرع في تصريحات (لأذاعه صوت الأقصى)، خلال مشاركته ببرنامج (صوت الناس) أن معظم حالات الانتحار تتركز في الدول الفقيرة.
وأشار إلى أن ثلاثة أضعاف المنتحرين هم من فئة الاناث بينما نجاحات الانتحار تكون بين الذكور أكثر.
وعن أشكال الانتحار فيأخذ تعاطي العقاقير بين الاناث الشكل الاكبر فيما يقدم الذكور على اطلاق النار على النفس او القاء الذات من مكان مرتفع أو حرق النفس.
آليات الوقاية
وعن آليات الوقاية اعتبر الدكتور الأقرع أن ايجاد حل للصعوبات المالية والبطالة المنتشرة في المجتمع تعد الحلول الأمثل فيما اكد على ضرورة ايجاد حل للاضطرابات النفسية والفصام التي تؤدي الى قتل النفس خارج الظروف الاقتصادية، مبيناً وجود العشرات من المرضى بدون علاج.
وحذر الاقرع من ظاهرة انتشار المخدرات التي تؤدي ايضاً الى نفس الظاهرة ، كما حذر من استغلال الخريجين والشبان من قبل أرباب العمل.
ونوه الى دور الحكومة في حل أزمة البطالة ، كما أكد على ضرورة توعية الأهالي من الضغط على أبنائهم تحت أي ظرف من الظروف، والعمل على حل مشاكل الاناث الخاصة.
وأمام كل هذه الارقام والحقائق المخيفة يتساءل الجميع أين دور المسئولين والجهات الحكومية وما هي الخطة التي تضعها الحكومة لمواجهة خطر تزايد عدد حالات الانتحار خاصة بين الشباب الفلسطيني بالدرجة الأساس وما هو الحل..؟
