السبت:
2024-04-20

الإدارة الأمريكية تدير ملف “قنصلية القدس” بعيدا عن الفلسطينيين.. وتخوفات من “رشى سياسية” تقدم من واشنطن لتل أبيب

نشر بتاريخ: 25 أكتوبر، 2021
الإدارة الأمريكية تدير ملف “قنصلية القدس” بعيدا عن الفلسطينيين.. وتخوفات من “رشى سياسية” تقدم من واشنطن لتل أبيب

رام الله مكس -بالرغم من الحديث الأخير عن اتصالات تجريها الإدارة الأمريكية مع الجانب الإسرائيلي، تشير إلى مضي الأولى في قرار إعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية، لخدمة الفلسطينيين، وهي القنصلية التي أغلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن الجانب الفلسطيني، المعني بهذا الأمر لم يتلق أي توضيح حول الأمر، يخبره بالموعد المحدد لهذه العملية، ولا آخر الترتيبات التي تجرى حول الملف.

وحسب ما علمت صحيفة "القدس العربي”، فإنه لم يجر مؤخرا أي اتصالات حول فتح القنصلية مع الجانب الفلسطيني الرسمي، بخلاف الوعد الذي قدمته سابقا إدارة الرئيس جو بايدن، وكرره الرئيس الأمريكي شخصيا خلال اتصاله بالرئيس محمود عباس.

ولم يعلم الجانب الفلسطيني بأي تطورات جديدة حول الملف، في وقت تجري فيه الإدارة الأمريكية اتصالات خاصة بالموضوع مع الجانب الإسرائيلي، الذي يعترض على إعادة فتح هذه القنصلية، في إطار خطة العمل السياسية التي تشمل ضم القدس، وإخراجها من مفاوضات الوضع النهائي.

وعملت “القدس العربي” أيضا أن الجانب الأمريكي، لم يطرح ملف إعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي أغلق بقرار من إدارة ترامب صدر في العام 2018، وأن هذا الملف لا يزال مغلقا، رغم عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، رغم الوعد السابق من قبل الإدارة الجديدة بفتح هذا المكتب.

وفي دلالة على ذلك، قال عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن الوعود التي قطعتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، “كلام في الهواء”، لم ينفذ منها شيء.

وقال “ما نريده من إدارة الرئيس بايدن تنفيذ وعوده، والتي تتمثل في إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وفتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، والعمل على تنفيذ حل الدولتين”.

والجدير ذكره أن القنصلية الأمريكية العامة في القدس، تأسست عام 1844، وظلت على مدار 25 عاما تجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية، قبل أن يغلقها الرئيس الأمريكي السابق ترامب عام 2019، وقرر دمجها بالسفارة الأمريكية التي نقلها من تل أبيب إلى القدس أواسط العام 2018.

ومنذ ذلك القرار، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية بدون تمثيل دبلوماسي مع الفلسطينيين، حيث رفضت السلطة الفلسطينية التعامل مع السفير الأمريكي في إسرائيل.

وقد كشف النقاب بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والحكومة الإسرائيلية، شكلا طاقما مشتركا، لحلّ الخلاف القائم بين الجانبين، حول إعادة فتح القنصلية، وحسب تقارير عبرية فإن “مفاوضات سرية” تجرى بين الجانبين لحلّ هذه المسألة، فيما أكدت الإدارة الأمريكية عزمها إعادة فتح قنصليّتها في القدس، من دون أن تحدد موعداً لذلك.

ويظهر بينت الذي يتزعم أحد قوى اليمين الإسرائيلي المتشدد معارضة فتح القنصلية، كما يزعم وزراء في حكومة تل أبيب أن قرار إعادة فتح القنصلية قد يقوّض استقرار الائتلاف الحكومي.

وترددت أنباء عن وجود خلافات بين بينيت، ووزير خارجيته يائير لابيد، على خلفية المناقشة التي أجراها الأخير مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن القنصلية التي تسعى إدارة بايدن لإعادة فتحها في القدس الشرقية.

ووفق ما نشرت تقارير عبرية، فإن لابيد تعهد في أول محادثة هاتفية مع بلينكن بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بالسماح بتنفيذ هذه الخطوة قريبا، وأنه بسبب هيكلية الحكومة بشكل حساس من الأفضل فتحها فقط بعد تمرير الميزانية في “الكنيست” الشهر المقبل، بما يضمن استقرار الحكومة في ذلك الحين.

وقد تردد أيضا أن بلينكن وافق على رؤية لابيد، وبدأ بالترويج لعملية فتح القنصلية في وزارة الخارجية الأمريكية.

وهنا يدور الحديث بأن أحد الأسباب التي دفعت بلينكن للحديث بأنَّه ينوي إعادة فتح القنصلية بوجود لابيد بجانبه خلال لقائهما في واشنطن، هو علمه بموقف إسرائيل المعارض لهذه الخطوة، وأن لابيد حاول تضليله.

وعقب عودته من زيارة واشنطن، نفى لابيد صحة موافقته على فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وأكد موقفه المعارض لافتتاحها.

كما نفى لابيد صحة الخبر الذي يفيد بأن القنصلية سيتم افتتاحها من قبل الإدارة الأمريكية من جانب واحد بحال لم تتوصل الأخيرة الى اتفاق مع إسرائيل بهذا الصدد.

وقد ألمحت صحيفة “هآرتس” إلى أن واشنطن تخشى أن يؤدي إعادة فتح بعثتها الدبلوماسية إلى إضعاف أو حتى نهاية الحكومة الائتلافية الحالية برئاسة بينيت.

وبالرغم من الموقف الإسرائيلي المعلن، حول التشدد بالرفض، والحديث بأن فتحها وموافقة بعض الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي على ذلك، سيطيح بالحكومة الإسرائيلية، إلا أن هناك خشية فلسطينية قوية، من أن يكون الأمر هذا مرتبطا بالحصول على “رشى سياسية كبيرة” تقدمها إدارة بايدن، لائتلاف نفتالي بينيت.

وقد أشار إلى ذلك وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، حيث قال إن الإدارة الأمريكية “أرسلت رسائل واضحة كل الوضوح بأنها مصرة على الاستمرار في جهودها من أجل إعادة فتح القنصلية”.

لكنه قال “يبدو أن هناك نوعا من التنازل من قبل الإدارة الأمريكية، وهي مستعدة لكي تدفع ثمنا”، وأضاف “واضح تماما أن الحكومة الإسرائيلية تبتز الإدارة الأمريكية بشكل كبير، وواضح تماما أن الإدارة الأمريكية تخضع لمثل هذا الابتزاز، ومستعدة لتدفع أثمانا مختلفة مقابله”.

"القدس العربي"

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.802 - 3.798
دينار أردني
دينار أردني
5.370 - 5.349
يورو
يورو
4.063 - 4.056
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.079 - 0.078
السبت 20 إبريل، 2024
الصغرى
العظمى
17º