الخميس:
2024-03-28

بمشغولات خشبية.. شابة من غزة تصنع "عالم المصغرات"

نشر بتاريخ: 03 إبريل، 2021
بمشغولات خشبية.. شابة من غزة تصنع "عالم المصغرات"

رام الله مكس-ترنيم المدهون 27 عاما بكالوريوس تربية فنية من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة تعتبر مهنة النجارة من المهن الشاقة وحكرا على مشتغليها من الرجال، وهي من المهن التي يتوارثها الأجيال، وترى في آلاتها الحادة خطرا كامنا وتسمع في أصواتها ضجيجا يصيب بالصمم.

تقول ترنيم للحياة الجديدة: أصابني الهلع والضحيح عندما كنت أتواجد في ورشات التدريب الجامعية وسط الألواح الخشبية والمناشير الكهربائية والمثاقب.

وتتساءل بداخلها كيف تتحول هذه الألواح الصماء التي لا روح فيها إلى قطع فنية؟! وهل ستكون أناملها بعيدة عن أسنان المناشير الكهربائية؟ وماذا لو تعاملت معها والتهمتها كما تلتهم ألواح الخشب بلا رحمة؟ ومتى سيتوقف صوت أنين تلك الألواح الممددة تحت وطأة المثاقب وتلك المناشير التي تنخر في أجسادها؟

ترنيم منحت نفسها لحظة تأمل وسمحت لها بالانجرار وراء شغفها الفني وقررت مواجهة أكبر مخاوفها، فرأت بعين الفنان جمال القطع الخشبية الصماء وما تحمله من قيمة فنية كامنة بداخلها تتجلى بعد التعامل معها، وبتعليم ذاتي تعرفت على الآلات التي كانت تخشاها واتقنت التعامل معها وتناغمت مع أصواتها واهتزازاتها فأصبحت بالنسبة لها إيقاعات موسيقية بمجرد سماعها تغرقها في عالمها الخاص، الذي وجدت فيه نفسها، وصنعت بمشغولات خشبية انفردت بها في قطاع غزة أسمتها " عالم المصغرات".

البدايات

تقول ترنيم المدهون " للحياة الجديدة" في بادئ الأمر الخوف كان يصاحبني أثناء دراستي الجامعية ففي العام الدراسي الثاني بدأت بالرسم على الزجاج وكان هذا أول تحدٍ خاصة أن هذا المساق كان يدرس لطلاب العام الدراسي الرابع، والتعامل مع ألواح الزجاج وقطع الفسيفساء يحتاج الى حذر وخبرة كبيرين، ولكنني واجهت مخاوفي واستطعت لفت انتباه أساتذتي وأثنوا على أعمالي.

تضيف "في العام الدراسي الثالث وجدت نفسي وسط ورشة نجارة ويجب أن اتعامل مع ألواح الخشب والمناشير الكهربائية فتملكني شعور بالخوف أن أفقد أصابعي التي هي أهم أداة للفنان للتعبير عن فنه ولكن شغفي بهذا الفن أوقعني في حب "منشار الأركت" الذي من خلاله استطعت أن أصنع عالمي الخاص من المصغرات الخشبية التي هي عبارة نسخة من عالمنا الواقعي ولكن بأحجام صغيرة من الخشب.

رحلة بحث طويلة

المدهون قررت بعد تخرجها أن تمتلك آلة "منشار الأركت" الذي يستخدم في قص الخشب بسرعة ودقة متناهية لتصنع بواسطته طاولات وكراسي وأشخاص وأماكن وبيوت وأدوات مصغرة تحاكي الواقع بدقة متناهية، ولكنها فوجئت بعدم توفره في أسواق القطاع بسهولة بل يكاد غير معروف عند البعض والأعداد القليلة المتوفرة منه توجد فقط عند بعض مراكز تدريب تابعة لمؤسسات، وبعد رحلة طويلة من البحث استغرقت ثلاثة سنوات استطاعت أن تقتنيه لتبدأ في تحقيق حلمها وتحويل العالم المحيط بها الى دُمى في "كوكب الدُمى" الخاص بها.

ترانيم فنية طوعت ترنيم مهاراتها الفنية وترجمت تجربتها بعد تخرجها من الجامعة بتأسيس متجرها الإلكتروني الخاص "ترانيم فنيية" تعرض من خلاله منتجاتها الفنية من دمى ومصغرات فنية وأواني زجاجية مرسوم عليها ويتميز بغرابته واختلافه عن المعهود والأكثر من ذلك كونه شهادة على قصة نجاح لفتاة أطلقت العنان لشغفها فأنقذها من مخاوفها.

الحياة الجديدة ـ عماد عبد الرحمن

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.667 - 3.661
دينار أردني
دينار أردني
5.179 - 5.156
يورو
يورو
3.972 - 3.964
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.077 - 0.077
الخميس 28 مارس، 2024
الصغرى
العظمى
17º